لقد طفح الكيل ... ئامانج ناجي نقشبندي

 

 

 

بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على إحتلال مدينة الموصل من قبل تنظيم داعش الأرهابي أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام عقب إلحاقها هزيمة نكراء بالجيش العراقي وحصول التنظيم على أسلحة ومعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات وزحفها بعد ذلك على مدن أخرى من غرب و وسط العراق بعد إرتكابها جرائم بشعة بحق كافة مكونات في إحدى أكبر المدن العراقية وهي مدينة الموصل ونتج عنها نزوح مئات العوائل الى مناطق أخرى من العراق وإقليم كوردستان خصوصاً، بعد تحذيرات من رئاسة الإقليم إستنادا على معلومات إستخباراتية قبل الأحداث بأشهر للمالكي وحكومته حول نوايا الإرهابيين للدخول الى العراق من الحدود السورية، ولكن هذه التحذيرات لم تجد لها آذانا صاغية من الحكومة آنذاك . وتزامنت هذه الأحداث مع مشاكل الإقليم والمركز حول الميزانية ورواتب الموظفين والمستحقات المالية وكما هو معروف كانت القيادة الكوردية آنذاك قد إتخذت قرارا بعدم المشاركة في الحرب مع منظمة داعش والإكتفاء بإتخاذ بإتخاذ إجرائات دفاعية في المناطق الكوردستانية، ولكن التحول الدرامي الذي حدث كان مهاجمة الدولة الإسلامية في العراق والشام المناطق الكوردستانية القريبة من الموصل إستنادا على سهولة إحتلالهم الموصل و إستيلائهم على ذلك الكم الهائل من المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر وقيامها بالهجوم على مدينة شنكال وإرتكابهم جرائم شنيعة ضد سكان هذه المدينة دفعت بالقيادة الكوردية الى إتخاذ قرار الحرب على الإرهابيين ومواجهة هذا المد التكفيري على كل الجبهات من شنكال الى خانقين وجلولاء، على الرغم من قلة الإمكانيات المادية والعسكرية في تلك المرحلة فبالرغم مما فعلته الحكومة السابقة بقيادة نوري المالكي والإجرائات الخاصة بقطع رواتب الموظفين والمستحقات المالية والتي خلقت مشاكل إقتصادية جمة ومما زاد الطين بلة نزوح آلاف العوائل من الى مدن الإقليم سواء من داخل العراق أو من المناطق الخاضعة لحكم إرهابيي داعش داخل سوريا دون أن تقدم الحكومة المركزية أية مساعدات ومعونات إنسانية تستحق الذكر ؟!! بالإضافة الى ماتعرض له شنكال من مآسي وما يتعلق بعدم تحمل الحكومة العراقية مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية فبرغم الجرائم التي إرتكبت في مدينة كوباني الكوردية في سوريا والتي حركت ضمير الإنسانية جمعاء لم نرى موقفا يجدر الإشارة اليه لا من العراق ولا من الجامعة العربية .

وبالرغم من التأخير في سداد رواتب الموظفين وقوات البيشمركة البطلة إلا أن الكورد وقفوا سدا منيعاً أمام قوى الشر والظلام بالأصالة عن أنفسهم و بالنيابة عن العالم المتحضر برمته وأحرزوا إنتصارات على الأرض ضد المجاميع الإرهابية بمساعدة من قوات التحاف بقيادة الولايات المتحدة على عكس القوات العراقية بقيادة نوري المالكي التي فرت من ساحة المعركة عند أول مواجهة داخل مدينة الموصل، ولكن ومنذ بداية أحداث الموصل و ظهور داعش بهذه الصورة وما فعلته هذه المجموعة الإرهابية وردود أفعال بعض الحاقدين والشوفينيين داخل العراق وخارجه من السنة والشيعة على حد سواء كانت بمثابة القشة التي قضمت ظهر البعير وأصبح الكورد بين حجري الرحى فبدل البحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى تلك الكارثة و تحميل الحكومة برئاسة السيد المالكي مسؤولية ماحدث نتيجة سياسة الإقصاء والتهميش تجاه السنة والكورد، وجهت سهام التخوين والمؤامرة وتوجيه أصابع الإتهام بتقديم الدعم داعش الى القيادة الكوردية والشعب الكوردي وطفت الى السطح روح العدائية الحاقدة والفكر الشوفيني المريض عند الكثيرين وسقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقي تجاه إقليم كوردستان قيادة وحكومة وشعبا وتجاه كل ما تم إنجازه خلال سنوات مضت منذ 2003 لحد الآن على جميع الأضعدة . . إقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا وأمنيا وهذه الإنجازات لم تستطع الحكومات المتعاقبة منذ عقد من الزمن أن تقدمها للعراقيين . . . متناسين كل ما قامت وتقوم به حكومة الإقليم للنازحين الفارين من جحيم داعش من الموصل وأنبار وصلاح الدين ومدن أخرى فكل ما قدمته كانت الإحترابات الطائفية والتفجيرات والدمار والفساد والقتل على الهوية وصراع سني شيعي وجراحا لن تندمل مهما طال الزمن . وأصبحنا على أرض الواقع عراقا منقسما الى ثلاثة كيانات شيعة وسنة وكوردا، فبالرغم من كل المساعي والمبادرات التي قامت بها النخبة السياسية الكوردية لإصلاح ما يمكن إصلاحه إلا أن التعنت والفوقية والتفرد والنزعة الدكتاتورية وسياسة الإقصاء والتهميش من قبل الأغلبية الشيعية وبدعم من خارج الحدود و عدم الإعتراف المكون السني بالواقع الجديد للعراق والتغيير الذي حصل بعد 2003 ضلت حجر عثرة أمام إيجاد حلول جذرية للمشاكل المتراكمة بين مكونات هذا البلد . وفوق كل هذا لايزال البعض شيعة كانوا أم سنة يحملوننا مسؤولية أخطائهم و يضعوننا في خانة الإتهام، بالعمالة تارة والإنفصالية تارة أخرى . . بالإضافة الى الإسطوانة المشروخة التي يرددها البعض حول علاقة الكورد مع الكيان الإسرائيلي، فينسون أو يتناسون أن العلم الإسرائيلي يرفرف عاليا في سماء عدد غير قليل من الدول العربية . ولا يسأل هؤلاء أنفسهم ولو لمرة حتى لو كان الأمر صحيحا وكانت للكورد علاقات مع إسرائيل فما الاسباب التي دفعتهم لسلوك ذاك الدرب ؟ أين كانت الدول العربية الإسلامية عندما كنا نحن الكورد تحت رحمة أشرس دكتاتور و حروبه العبثية فنباد ونقتل ونشرد ويتم تعريب مدننا و تهدم قرانا . والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه الى متى ينبغي علينا أن نسكت ؟ وننسى كل ما عانيناه من لعنة الجغرافيا و التأريخ والسياسات الإستعمارية وتقسيماته، ولكن ولكي نكون منصفين لن نرجع الى الوراء كثيرا ونكتفي بالإشارة بهدوء الى السنوات الخمسين الماضية . . . ماذا كان نصيب الكورد في هذا الكيان المصطنع بأوامر من الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس غير الخيبة والخذلان والقتل والدمار والإبادة والتعريب والتبعيث والتهجير، أوننسى أن أول رئيس دولة ضرب مواطنيه بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً كان رئيس العراق السابق . . أوننسى جرائم الأنفال السيئة الصيت، أوننسى هدم وإحراق أكثر من أربعة آلاف قرية بمساجدها ولم نسمع كلمة شجب من عشرين دولة عربية مسلمة . . أوننسى ما فعله بالبارزانيين، للأسف رحل نظام البعث وأزلامه ولكن فكره العنصري الإقصائي لايزال متغلغلا في أعماق الكثير من العراقيين خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الشعب الكوردي . صدام حسين كان دكتاتورا نال ما يستحقه ولكنه لم يفعل ما فعله المالكي وضرب بالأعراف و الدستور والقانون عرض الحائط . . . والحديث يدور هنا عن إمتناع الحكومة المركزية بأمر شخصي من رئيسه عن أكثر من ثمانية أشهر من قطع الرواتب عن الموظفين بحجج واهية، وحتى قبل المالكي لم تكن الأمور أفضل حالا من الان، والكتاب يظهر من عنوانه فيما يخص السيد حيدر العبادي وتعهداته بإنهاء الأزمة وحل المشاكل العالقة بين الإقليم والمركز فليست اكثر من جعجعة بلا طحن حتى هذه اللحظة . أوبعد كل هذا نقول لشركاءنا في الوطن ؟! عفا الله عما سلف لنرجع كل مرة الى نقطة الصفر لنبدأ من جديد و نعطي الفرصة لرئيس حكومة بعد آخر فيفعل معنا ما تفعله إسرائيل مع الشعب الفلسطيني منذ مرور أكثر من عشرين عاما على إتفاقات اوسلو، فنحن الكورد إستبشرنا خيرا أياد علاوي فلم يأت بجديد وجاء بعده إبراهيم الجعفري ورأينا كيف جرت الأمور معه، وعن السيد المالكي فحدث ولا حرج في ثمان سنوات ضائعة وبالتأكيد فإن خلفه السيد عبادي سيسير على نفس النهج ولن يختلف الوضع كثيرا عما هو عليه . . والسؤال هنا هل ننخدع مرة أخرى أم نخدع أنفسنا، أو لم نصل الى طريق مسدود . . أبقى شيء يجدر بنا أن نتمسك به في إطار إسمه الدولة العراقية أما آن أن يعترفوا أو أن نقولها نحن بصراحة فالأمور لا تسير على هذا النحو فلقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى ولنتصرف كشعوب متحضرة و ليمش كل منا في طريقه وشكر الله سعيكم .

 

 

 

ئه‌و بابه‌تانه‌ی له‌ کوردستان نێت دا بڵاوده‌کرێنه‌وه‌، بیروبۆچوونی خاوه‌نه‌کانیانه‌، کوردستان نێت لێی به‌رپرسیار نییه‌. 

 

 

 

Related Articles