الى سعدي يوسف حيثما يكون ... ئامانج ناجی نقشبندی

قد لا نبالغ إذا قلنا بأن الكثير من مواطني إقليم كوردستان لم يكونوا يعرفون الشاعر والكاتب العراقي البصري (سعدي يوسف) إلا من من أيام قليلة مضت وإن كان معروفا لدى نخبة من الشعراء والأدباء الكورد خاصة أصحاب الفكر اليساري، ولكنه وفي ليلة وضحاها أصبح إسما على كل لسان في الإقليم ودخل الى ذاكرتنا من الباب الضيق وكيف لا وهو يصف مواطني كوردستان بالقرود، فيلغي الكورد ولغته وقوميته وتأريخه ونضالاته ويصادر حقه في الحرية والحياة . . فيستهزئ بكل ما أنجزه الشعب الكوردي خلال هذه السنوات وبالتحديد منذ الخلاص من براثن نظام البعث بعد حرب الكويت ثم المرحلة التي تلت بعد 2003، وهي إنجازات لم يستطيع الآخرين أن يحققوها لمدة عقد من الزمن في المركز لأسباب معروفة للجميع لا داعي للدخول الى تفاصيلها ولكن الحقد الدفين والكراهية والتعصب منعت سعدي يوسف ومن هم على شاكلته الإعتراف بهذه الحقيقة، وكأننا نحن الكورد لم نكتفي بما عانيناه من الساسة والسياسيين وتخندقاتهم الطائفية والمذهبية فيأتي الدور على الشعراء والأدباء واشباه المثقفين ويحين ساعة سقوط الأقنعة ويكشف المستور وتظهر الوجوه على حقيقتها . . . فلو أراد سعدي يوسف الشاعر والكاتب والمترجم والحاصل على شهادات وجوائز تقديرية من عواصم ومدن عربية وغربية مرموقة ؟!! أن يصب جام غضبه على النخبة السياسية في العراق وحتى في كوردستان وقام بإنتقاد ما يجب إنتقاده لقلنا له شكرا أيها الشاعر والمفكر والمثقف الكبير فإنك تتكلم بإسم الشعب وهمك همهم وهذا قدر المفكرين والمثقفين، قدرهم أن يتبنوا آلام شعوبهم، ولكن ماذا تبنيت أنت ؟ ماذا توقعنا وماذا إكتشفنا . . توقعنا أن تكون كبيرا مثل الجواهري الذي أحب الكورد وقدر تضحياتهم وكفاحهم الطويل وبالمقابل أحبه الشعب الكوردي وتماثيله والشوارع و المدارس و الساحات التي سميت بإسمه في مدن الإقليم تشهد على ما نقول وهو الذي قال عن الشعب الكوردي (شعب دعائمه الجماجم والدم . . . تتحطم الدنيا ولا يتحطم )و لسخرية القدر فإن الكورد قد تعودوا على هذه التفاهات ولم يكن سعدي يوسف أول من يسيئ الى الكورد وحتما لن يكون الأخير، ولكن أين نحن الآن من الجواهري الشاعر والمناضل والإنسان . . . وأين سعدي يوسف من قامة من أعلى وأرفع القامات . . فلا مجال للمقارنة، فيأتي ويهين شعبا بأكمله في قصيدة تفوح منها رائحة الطائفية النتنة شكلا وموضوعا ويسميها (مصر العروبة وعراق العجم)، عندما يهاجم سعدي يوسف شيعة العراق ويتهمهم بالعمالة لإيران ويأتي على ذكر الفرس فهذا قد يكون شأنه وشأنهم فأهل مكة أدرى بشعابها، ولكن أن تهين كوردستان أرضا وشعبا فهنا يجب إيقافك عند حدك ورحم الله امرء عرف حده فوقف عنده، وحتى تقديمك للقضاء قد لا يكون كافيا وهذا ما فعله نخبة من الشعراء والادباء في إقليم كوردستان، فعندما تصف كوردستان مستهزئا ب(قردستان البرزانية) نكتشف بأننا أمام إنسان طائفي وشوفيني حاقد . . فكوردستان وأهله بخير والحمدلله وأربيل و كافة مدننا عامرة آمنة مستقرة، وليأتي سعدي يوسف ويسأل آلاف العوائل النازحة من جحيم الحرب الطائفية من شتى مدن العراق الذين ينعمون بالآمن والإستقرار في ربوع إقليم كوردستان، وقافلة الكورد تسير ولا يبقى لل. . . . إلا أن تنبح . وفي فقرة أخرى من قصيدته يشير ودون أن يفكر ولو للحظة عن الواقع السياسي والإجتماعي الجديد بعد سقوط النظام السابق الى أغلبية عربية (وبالتأكيد يقصد المكون السني) و تهميشها وفقدان مكانتها أو فاعليتها ؟!! ولا يسأل يسأل نفسه ماذا قدمت هذه الأغلبية للعراق خلال قرن من الزمن منذ تأسيس دولة العراق الحديثة بمخططات إستعمارية سوى الويلات والخراب والدمار والقتل وإلغاء الآخر . . . فهل يريد سعدي يوسف ياترى أن يفرض لغة أخرى بالقوة على قومية تعداده الملايين ألم يكفي أن هذه الأغلبية إستخدام الأسلحة الكيماوية، أولم يكفي عمليات الأنفال ضد الشعب الكوردي أولم يكفي عقود من التبعيث والتعريب وهدم المدن والقرى الكوردية بمساجدها بحجة وجود البيشمركة والأمن القومي العربي؟!!. . أهذا ما تعلمه سعدي يوسف من إعتناقه الشيوعية منذ عقود، أولم تجد غير هذا لتكتبه في قصيدتك العصماء ؟! فنقول للشاعر سعدي يوسف ولغيره . . نعم الساسة فاسدين لا شك في ذلك، نعم الأحزاب والنخب السياسية ( الشيعية خصوصا ) لديهم ولائات لخارج الحدود والهيمنة الإيرانية على صناع القرار في العراق أمر مفروغ منه، ولكن ما ذنب الشعوب لتأتي أنت وتهين وتشتم . . فبدل أن تشبهنا نحن الكورد بالقرود حري بك أن تنظر الى المرآة لتكتشف بأن القرود يسكنون في النفوس المريضة . . فإن كانت هذه لغة من يسمي نفسه شاعرا وأديبا و مثقفا مشهورا بإنتمائه للفكر التقدمي اليساري فإذا لنقل على الدنيا السلام . وفي النهاية لا نجد إلا أن نقول لسعدي يوسف الذي يتغني بمصر العروبة ويلعن عراق العجم وحول نواياه الذهاب الى أرض الكنانة والعيش فيها . . أسكن في أي أرض تشاء . . أية دولة . . أية مدينة فأنت حر فيما تفعل، ولكن ماذا سيقول لك غيري من أبناء الشعب العراقي عربا كانوا أو كوردا . . سيقولون لا تذهب الى مصر أو في أوروبا حيث كنت تعيش بل سيقولون . . . إذهب الى الجحيم

 

 

ئه‌و بابه‌تانه‌ی له‌ کوردستان نێت دا بڵاوده‌کرێنه‌وه‌، بیروبۆچوونی خاوه‌نه‌کانیانه‌، کوردستان نێت لێی به‌رپرسیار نییه‌. 

Related Articles