کوردستان وضرورة أولویات ألمرحلة ألراهنة ... جلال گەرگەڕی

 


من الواضح لنا جميعآ شدة وقساوة نضال الشعب الكردي منذ بدايات القرن العشرين في اعقاب الحرب العالمية الاولي والتي انتهت بزوال الدولة العثمانية حيث حكمت معظم العالم الاسلامي والعربي والجزء الأكبر من كوردستان .انشأ الغرب المنتصر دولا عربية عديدة لمساعتدهم الحلفاء ضد السلطنة العثمانية بعكسالكورد اللذين ساعدوا الكمالين في اخراج الحلفاء من ترکیا ،ثم بطش بهم اتاتورك بعد ان أتيحت له فرصة الخلاص منهم .ولا ننسی سلبية علاقة ثورة الشيخ محمود الحفيد بأعداء الانگليز في ذلك الزمن .وقدخذل الحلفاء الكرد من تأسيس كيان قومي خاص بهم علي الرغم مما جاء في معاهدة سيڤر، حيث أهمل بفعل معاهدة لوزان ألجدیدة فقد كان لتركيا الدور الأكبر في إقناع الحلفاء لعدم انشاء الدولة الكردية بالاضافة الي ضعف وحدة الشعب الكردي وعدم معرفة قادته ظروف وملابسات وطبيعة السياسة والمصالح الدولية، وعدم قراءتهم بشكل صحيح لمنابعها ومقاصدها كبقية الشعوب في الشرق الأوسط .

تأسست الدولة العراقية متمثلة بأخواتها العربيات تحت الانتداب البريطاني من ولاية بغداد والبصرة وأصبحت ولاية الموصل التي تضم غالبية اقليم كوردستان تحت إدارة الجيش الانگليزي بسب النزاع بين تركيا وبريطانيا الي حين صدور قرار المحكمة الدولية في لاهاي بتاريخ ١٥ كانون الاول عام ١٩٢٥حول ضم وإلحاق ولاية الموصل الي الدولة العراقية دون الرجوع الي سكان الولاية مقابل بعض البنود التي تنص علی منح الشعب الكردي حقوقاً قومية وثقافية ونوعاً من الادارة الذاتية الا ان الحكومات العراقية المتعاقبة علي حكم بغداد لم تلتزم بشيء عدا فتح بعض المدارس والتي كانت الدراسة فيها باللغة الكردية الي الصف السادس الابتدائي مما ساعدعلی إفشال مشروع التعليم في كوردستان لحين صدور قرار الحكم الذاتي عام ١٩٧٠ والذي حققه شعبنا بفضل قوة وحدته وتماسكه تحت راية قائد مسيرة شعبنا الخالد مصطفي البارزاني.مما لاشك فيه من اهم أسباب نجاح ثورتنا هي وحدة نضال شعبنا والتفاف الجميع حول زعامة واحدة كما أشرنا في معرض نتائجها .

وهذه المسألة بحد ذاتها من ضرورات انتصار كل الشعوب في مراحل نضالها التحرري بخصوص قائد قومي تحرري يقف علي رأس هرم القيادة المركزية لشعبنا وامتنا يمتلك كل الخصال والمميزات اللازمة لهذا الدور التاريخي المصيري لكردستان يعي ويتفهم معظم الدروس والعبر من تأريخ نضالنا المرير طوال القرن المنصرم ويمتلك الخبرة والمصداقية وبعد النظر للتعامل مع مستجدات السياسات والصراعات الدولية والاقليمة وادوات وأساليب اللعب فيها كما كانت في أعقاب الحرب العالمية الأولي .ولكي لا تتعدد المسارات وإلا تجاهات في استقطاب القوي النضالية لشعبنا من حيث تنوع واختلاف الأهداف التي تحملها في فكرها وتصوراتها ازاء سقف المطالب بما يتناسب وواقع المرحلة وطموح الشارع الكردستاني .خصوصاً ونحن نشهد واقعاً جديداً بعد مجئ داعش وعودة الاراضي المسلوبة الي كوردستان .

إبان حرب الخليج وتهور صدام حسين باحتلال دولة الكويت برز ظرف دولي جديد امام مظلومي العراق للقيام بانتفاضة عارمة عام ١٩٩١ وكان لشعبنا الكردي شرف الوحدة والتوحد في اتخاذ القرار الجماعي والشمولي في الهجرة المليونية نتيجة لبطشوبربرية النظام الصدامي والذي اصبح فيما بعد سبباً لصدور قرار أممي لإيجاد منطقة آمنة ضمن خط.٣٦ والتي خلقت لنا اجواء التجربة الديمقراطية الجديدة.

حيث أشاد بها الرئيس أوباما بعد قراره من تقديم الدعم الإنساني والتسليحي لكوردستان بعد سيطرة داعش علي سنجاروحصول نكبة جدیدة بحق أبناء شعبنا فوق جبل سنجارحيث قال ان التجربة الكردية موديل جديد في الشرق الاوسط يحتذي به من حيث البعد الديمقراطي والإنساني .

رغم تعدد الفكر السياسي وظهور مختلف الايدولوجيات بين اليمين واليسار وإلا سلامي والعلماني بخلاف حركات التحرر لكل شعوب العالم بعد الانتفاضة بفعل العامل المحلي والدولي وإجراء اول انتخابات عامة سنة ١٩٩٢واحتلال العراق من قبل التحالف الدولي عام ٢٠٠٣ وانتهاء النظام السابق .فقد واكب الإقليم تجربة إنسانية رائدة في الحكم والإدارة والاقتصاد والعلاقة الانسانية رغم عدم خلوها من السلبيات الا اننا اذا ما قارناها بالديمقراطيات الاخري وتطورها قياساً الي إعمارها.

نجد تجربتنا الفتيه أعمق بعداً في حرية الاعتقاد والانتماء الديني والمذهبي داخل كيان الأمة وخارجها بعكس الامم الاخري وبشهادة العالم المتحضرالغربي الذي أبدی مساندة الإقليم بقوة امام شدة مخاطر الدولة الإرهابية داعش.

بعد سقوط النظام ساهم الكورد بشكل طوعي العراق الفدرالي الجديد وكان الكورد ولايزال اكثر القوي الشعبية والقومية تنظيماً ووضوحاً في البناءوالمحافظة علي التجربة الجديدة.

بعد مرور احد عشر عاماً فشل المالكي من إرساء دعائم الدولة الديمقراطية بل سار في نهج دكتاتوري ذات بعد طائفي وعمل علي عسكرة المجتمع بدلا من التوجه الي اعادة تعمير البلد الذي صار اليه الحال بفضل نيرون العراق المقبور.

فضل المالكي سياسة الإقصاء والتهميش ضد عرب السنة الذين خسروا الحكم بعد سقوط بغداد ولم تكن ممارساتهم أفضل من الوضع الحالي تجاه الكورد والشيعة طوال حكمهم منذ تأسيس الدولة العراقية.

رغم مشاركتنا الفاعلة في الپرلمان والحكومة الا ان المالكي تباطأ كثيراً في تطبيق المادة ١٤٠ ووضع عراقيل كثيرة في سبيل تنفيذها من خلال سياسة خلق الأزمات ضد الجميع للاستحواذ علي مقاليد الحكم في العراق استجابة لأجندات اقليمية ودولية خصوصاً بعد غياب رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني .هذه السياسات الطائفية والفردية ونيران الحرب المستعرة في بلاد الشام وانتفاضة العشائر السنية وعدم استجابة المالكي لمطالبيها ساهم كثيراً الي سرعة سيطرت داعش علي الموصل وتكريت بعدد لم يتجاوز الألف مقاتل وبمعاونة قسم من السكان المحلين الذين انتقموا من الحكم العراقي وجيشه الطائفي الذي يفتقر الي العقيدة العسكرية والوطنية .

حيث لم يصمد اكثر من عدة ساعات وانهار اكثر من ستين الف عسكري .واخيراً تمكن داعش من الاستحواذ علي نصف أسلحة وذخائر الجيش العراقي و مليارات الدولارات وإعلانه ما سماه بالدولة الا سلامية وتنصيبهم لأبوبكر البغدادي كأول خليفة للمسلمين في نهاية الزمان .

هذه الدولة الارهابية القريبة من ديارنا هي من اكبر المخاطر التي تواجه المنطقة والعالم قاطبة ولذلك أعلن رئيس الإقليم السيد مسعود البارزاني الحرب علي الإرهاب بعد اعتداء داعش علي حرمة الإقليم في سنجار وماسببه من إبادة جماعية لشعبنا من الازيدين وأصحاب حضارة بلاد الرافدين من إخواننا المسيحين .

مخاطر المرحلة الراهنة تجاه الإقليم يفرض علينا جميعاً علي مستوی الأفراد والجماعات بمافي ذلك كل الأحزاب الكردستانية ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء من أبناء العشائر وبإسناد كل المذاهب والطوائف الدينية والقومية ، بغض النظر عن انتمائاتها والأيديولوجيات التي تؤمن بها علي حساب وحدة الصفوف في خندق التحدي والمواجهة ازاء التحديات المحدقة لكافة شعوب المنطقة .

مع ضروة الفهم وإلاقتناع بكل قرارات رئاسة الإقليم لمواجهة الوضع الخطير الذي يهددنا جميعاً وتفادي إطالة أمد المعركة .

لغرض عودة اللاجئين الي المدن والقري التي تركوها .لايمكن لنا من تحقيق النجاح الكامل علي كل أعداء شعبنا الا من خلال وحدة وطنية كاملة تحمل بين ثناياها كل الفصائل قولاً وعملاً ونهجاً ومنهجا ، واحترام البرلمان من خلال أشراكه بشكل فاعل في تقرير مصير ومستقبل شعبنا في علاقتنا مع المركز والحكومة الجديدة لحلحلة كل الملفات العالقة .

ويجب ان لا ننسي أهمية وإدراك حقيقة حكمة الرئيس البارزاني وحنكته السياسية والدبلوماسية في إدارة وضع الإقليم علي النحو الذي نشهده بعد ظهور الإخطار الجديدة مما أتاح الفرصة لكل أبناء كوردستان ان يقفوا جميعاً خلف حكومة الإقليم .وضرورة بقائه في موقع الرئاسة حتي التحرر والاستقلال .وماالإسناد والدعم الغربي الأخير علي المستوي الإنساني والتسليحي لكوردستان خیر دليل قاطع لايقبل الشك والطعن علي القيادة الرشيدة للسيد مسعود البارزاني وحاجة كوردستان الي قيادته وليس حاجته الي رئاسة الإقليم .

 

 

 

 

Related Articles