الكورد وحربنا المقدسة ضد داعش في ظل وحدة الأمة والمصير ...جلال گرگري

 

 

 

منذ سقوط نظام الطاغية صدام حسين في التاسع من نيسان عام 2003 وكرد فعل عكسي وطبيعي لجمع غير قليل ممن تضرروا بفعل المتغيرات الجديدة . بعد احتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا وخسارتهم للسلطة والحكم الا و هم أفراد حزب البعث ومن انتفع في ظلالهم وسار على دربهم حينآ من الدهر . وباعوا ضمائرهم لقاء حفنة من الدنانير. وخانوا شعبهم وامتهمم ودخلوا مزابل التاريخ من أوسع ابوابها.

ظهر تمرد ومقاومة شديدة ضد قوات الاحتلال والنظام الجديد المنتخب من الشعب العراقي من قبل البعثيين الذين فقدوا مراكزهم ورواتبهم وتلقوا الدعم والإسناد من لدن القاعدة التي سارعت للتحالف والتعاون مع بقايا النظام السابق. وكان من بينهم بعض من رجال العشائر ومجموعة من علماءالدين السنة الذين أعلنوا الجهاداعا على المحتل والنظام الجديد. وبدعم لوجستي واستخباري ومالي من دول الخليج وتركيا.

 بعد مرور اكثر من عشر سنوات على انتهاء الحكم الاستبدادي وتأسيس العراقي الفدرالي. الا ان حال الشعب العراقي إزداد سوءآ يومآ بعد يوم نتيجة للخطأ التاريخي الذي ارتكبه عرب السنة لعدم مشاركتهم في اول انتخابات عراقية حرة . والسبب الأخر هو

قادة الحكم الجديد من الشيعة خصوصآ السيد نوري المالكي الذي كان طائفيآ بإمتياز. فبدلآ من اتباع سياسة المصالحة العامة بين كل الطوائف العراقية ومختلف شرائح المجتمع المدني . اتبع سياسة الاقصاء والتهميش وقطع الارزاق لطائفة السنة . بينما كان من الأفضل العفوا والتصالح وحثهم الى قبول الوضع ألجديد عدا الذين ارتكبوا جرائم بحق أبناء العراق بعد ادانتهم في محكمة عادلة . هذه السياسات الانتقامية التي مورست ضد الجميع لم يسلم منها شعبنا الكردي بفعل سياسة االقتل جوعآ بامرشفهي من السيد المالكي والذي كان ابعد واعمق في حسه الدكتاتوري من صدام حسين التكريتي . حيث لم يمارس سياسة قطع الآرزاق رغم دمويته وبشاعة حكمه . العراق الجديد بعد العاشر من حزيران حين تمكن داعش خلال ساعات عديدة من بسط نفوذه وسيطرته على ثلث مساحة البلاد وأصبح العراق بعد ذلك منقسمآ الى ثلاثة مناطق مختلفة بعضهاعن البعض سياسيآ واداريآ واقتصاديآ واجتماعيآ . داعش رغم إعلانه دولة الخلافة . الا انه يحتوي في نهجه ومنهجه الطابع القومي والعنصري الذي اصبح طابعآ لازمآ لكل الا نظمة العربية وممارساتهم الحاقدة حيال امتنا. بعكس الكرد الذين  لم يخدموا الا الأنظمة التي سمت نفسها بالإسلامية منذ العهد الأموي وانتهاء بالعهد العثماني . وتناسوا عن عمد أنفسهم لسوء فهمهم لحقائق الدين والحياة . واليوم فرض على شعبنا حرب يبدوا انها طويلة الامد وفق كل الحسابات . ويقاتل شعبنا بشجاعة واقتدار ضد الاٍرهاب الأسود نيابة عن الجميع . ويقدم كل يوم تضحيات جسام على الرغم من الأزمة المالية التى فرضها رئيس الوزراء العراقي الأسبق. والذي تسبب بفضل سياساته الى تخريب احوال البلاد والعباد.

وحرمان قوات الپيشمرگة من المال والسلاح والعتاد المتطور إسوة بالجيش العراقي الذي فشل في الدفاع عن الوطن وتسليمه لداعش دون قتال يذكر. الحرب المسعورة ضد شعبنا الكوردي في اقليم كوردستان وخصوصآ كوباني المدينة الصغيرة بحجمها وقلة إعداد ساكنها. ولكنها اثبتت لوحوش داعش والعالم اجمع عظمتها وقوتها و الاقتدار العالي الذي تميز بها ابنائها في الدفاع عنها. بذلك تركوا للشعوب المقهورة والمظلومة دروسإ عظيمة في البطولة والفداء والمقاومة الباسلة. علمآ أن كوباني أصبحت رمزآ للكرامة والفداء مما أرغمت أميركا والغرب على اعادة التفكير في استراتيجتها تحت تأثير مقاومتها الفريدة . والتي صارت تعرف بستالينگراد جديدة في بطولاتها وصمودها الأسطوري . فالحرب على داعش منذ أيامها الاولى أفرزت معطيات جديدة ودلالات وحقائق لاتقبل الاهمال . فلا بد من قرائتها وفق مستحقاتها على مستوى المتغيرات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط بعد الخريف العربي وظهور داعش بدعم واسناد من قبل الدول السنية . فيما يلي نلخص المعطيات الجديدة على الساحة المحلية والدولية في خضم الأحوال الجديدة :

١-ما ان تركت القوات العراقية مقراتها بعد قدوم ( البغدادي داعش) حتى سارعت قوات الپيشمرگة للسيطرة على معظم المناطق التي سرقها النظام السابق. والتي طال الانتظارفي استعادتها من خلال تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي.

٢- بعد احتلال داعش لمدينة سنجار وقتلها لأبناء شعبنا الأزديين وسبيهم لبناتنا ونسائنا. بالإضافة الى تشريد مئات الألوف وسرقة كل ما يملكون . اثار لدى الكورد الغيرة وألهب لدى امتنا الحماس القومي بشدة في كل أجزاء كوردستان على حد سواء . مما دفع بالإحزاب الكوردستانية كافة الى اعلان رغبتها واستعداها للقتال معآ جنبآ الى جنب ضد داعش . بالاضافة الى الانخراط الطوعي من قبل أبناء شعبنا في الوطن والمهجر .

٣- هذه الحرب القذرة المفروضة علينا والتي غايتها إيقاف عجلة التطور والتقدم لشعبنا. والغاء دور امتنا التأريخي في بناء الوطن والمواطن . والعمل على مسح ر سالته الأنسانية المعلنة في الحرية والتسامح وقبول الفكر الأخر والعيش المشترك في ظل حياة آمنة لكل القوميات والأديان والطوائف والمذاهب على أساس الولاء للوطن . بعكس مدرسة داعش ألتي تريد منا العودة الى عصور الجهل والظلام . تحت مظلة الاسلام على طريقة (بني أمية) حين انقلبوا على مبدأ الحكم في الإسلام الذي هو ( الشورى ) . والقصد منه في نهاية الامر هو حرية الشعوب في اختيار الحكم والحاكم .

٤-اثبتت سياسة اقليم كوردستان صحتها ومصداقيتها . وجدواها على جميع الأصعدة الإدارية والاقتصادية والدبلوماسية . خصوصآ بعد تجربة تهديد داعش لعاصمة كوردستان أربيل . وسرعة استجابة أمريكا وإيران دعوة السيد مسعود البارزاني بدعم واسناد وحماية كوردستان من قبل الدول الغربية بقيادة أمريكا . في إطار حلف دولى كاد ان يضم في تشكيلاته معظم دول العالم . فهذا يظهر لنا بكل وضوح وجلاء حقيقة واحدة لا غبار عليها . وهي حكمة الرئيس مسعود البارزاني وسياسته السديدة والرشيدة . كما اثبتت مستجدات المرحلة الراهنة ضرورة  تماسك وحدة صفوف امتنا . في ظل قيادته وزعامته التاريخية للأمة في مرحلة تكوينها وصيرورتها .

٥- ملحمة كوباني و ونتائج انتصارنا في النهاية بعون من الله . سيكون نقطة تحول في حربناضد داعش. وبداية مرحلة جديدة للكورد وكوردستان على الصعيدين العسكري والسياسي . والذي من المرتقب ان يلعب الكورد دورآمهمآ ضمن الحلف الدولي الجديد . اليوم تتوجه أنظار جميع الشعوب الى ما يدور الأن في شوارع وساحات كوباني . مدينة البطولة والفداء مع خروج مظاهرات الدعم والتأييد لنسائهاو شبابها في الاول من تشرين الأول ( نوڤمبر ) يوم الإسناد والتعاطف مع كوباني . وتقتضي الحاجة الى وحدة وتوحد كل أبناء شعبنا بمختلف أحزابه وتنوع انتمائاتهم المناطقية لكل اجزاء كوردستان في ظل سياسة الرئيس مسعودالبارزاني زعيم امتنا ورائد بنائها ومستقبلها . وبقراره الأخير حول إرسال مجموعة إسناد من قوات الپيشمرگة . بعد موافقة الپرلمان الكردستاني وبدعم كامل من أبناء امتنا في كل مكان . لدليل قاطع على وحدة الموقف والمصير . مع بزوغ فجر جديد لميلاد أمة طواها النسيان بفعل معاهدة سايكس بيكو . وما كان دخول قوات الپيشمرگة الكردية الى مدينة كوبانى من داخل الأراضي التركية الا انتصارآ لوحدة شعبنا . ونجاح منقطع النظير لسياسة ودبلوماسية قائدنا السيد مسعود البارزاني .

 

 

 

                جلال گرگري       

ئه‌و بابه‌تانه‌ی له‌ کوردستان نێت دا بڵاوده‌کرێنه‌وه‌، بیروبۆچوونی خاوه‌نه‌کانیانه‌، کوردستان نێت لێی به‌رپرسیار نییه‌. 

 

 

 

Related Articles